◊ هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع. ◊
وفقًا للتقاليد الشعبية، يُحتفل بعيد الميلاد في 25 ديسمبر، لتكريم يوم ولادة اليسوع. ومع ذلك، لا توجد أي سجلات في “الكتاب المقدس المسيحي”، أو في أي مكان آخر، تُشير إلى أن يسوع ولد في الواقع في هذا التاريخ بالذات. وهذا ما يُثير التساؤل، لماذا يتم الاحتفال بعيد الميلاد في ال 25 من آخر شهر في التقويم الشمسي؟ في الواقع، إن اختيار هذا التاريخ بالذات، لديه جذورممتدة في التقاليد الفارسية والوثنية.
تعترف الموسوعة الكاثوليكية “أنه لا يوجد أي شهر في السنة قامت السلطات المحترمة بتوثيق ولادة المسيح فيه”. ومع ذلك، هناك عدد من الأسباب، التي تشير إلى أن اليسوع ربما لم يولد في ديسمبر (كانون الأول).
أولًا: (لوقا 2.8) تنص على أنه في ليلة ميلاد المسيح “كان هناك أيضًا في تلك البلاد رعاة، يعيشون خارج الأبواب، ويحافظون في ساعات الليل على رعيتهم”، ويتفق كثير من العلماء أن هذا ما كان ليكون في ديسمبر (كانون الأول)؛ حيث يتوجب على الرعاة إبقاء حيواناتهم تحت غطاء خلال أشهر الشتاء الباردة.
ثانيًا: مكتوب في الإنجيل، أن يوسف ومريم سافرا إلى بيت لحم، للتسجيل في التعداد الروماني (لوقا 2: 1-4). وحسب التأريخات الرومانية القديمة، فمثل هذه التسجيلات لم تُجرى في فصل الشتاء، عندما تكون درجات الحرارة في كثير من الأحيان منخفضة، إلى ما دون الصفر والطرق في حالة سيئة.
احتفال وثني
يبدو من خلال النصوص الدينية الإنجيلية، أنه من غير المُرجح، أن يسوع قد ولد في 25 ديسمبر. وهذا ما يُثير السؤال بشكل أكثر إلحاحًا: لماذا يُحتفل بعيد الميلاد في هذا التاريخ بالضبط؟ الجواب يُشير إلى الاحتفالات الرومانية الوثنيينة للانقلاب الشتوي.
حيث نميز احتفالان رومانيان اثنان في فترة ال 25 ديسمبر، ألا وهما: “ساتورناليا (Saturnalia)”، وعيد ميلاد إله الشمس “ميثرا” وذلك حسب الموسوعة الكاثوليكية.
يبدأ مهرجان عيد الإله (ساتورناليا) في 17 ديسمبر، وتوسع لاحقًا مع احتفالات أخرى إلى 25 ديسمبر. وكان الغرض من هذه الاحتفالات الإعراب عن التقدير لزحل، إله الزراعة والبذر والتربية. وكان مرتبطًا مع تجديد الضوء ومجيء العام الجديد. ويتم الاحتفال بالمناسبة، بتقديم القرابين والأضاحي في معبد زحل the Temple of Saturn، مأدبة كبيرة تليها حفلة تقديم الهدايا الخاصة، وكل ذلك في أجواءٍ احتفاليةٍ.
ولادة ميثرا
يَعتقد أتباع (ميثرا) -وهي العقيدة التي أصبحت ذات شعبية كبيرة خاصة بين صفوف جيش الامبراطورية الرومانية من القرن الأول إلى القرن الرابع ميلادي- أنه قد أحتفل بعيد ميلاده في ال 25 من شهر ديسمبر. وهو اليوم الأقدس من العام لكثير من الرومان.
عبادة إله الشمس (ميثرا)، ذات أصل ومنشأ فارسي. وذلك من القرن السادس قبل الميلاد، وقام بتبنيه الإغريق لاحقًا، وأطلقوا عليه اسم “ميثرا”. الفرضية الأكثر شعبية لانتقال هذه الديانة، تقول أن الجنود الرومان قد تعرفوا على (ميثرا)، خلال الرحلات العسكرية إلى بلاد فارس.
في حين، أنه من المقبول على نطاق واسع أنه في السنة الميثراسية، أن يكون عيد ميلاد “ميثرا” في ال 25 ديسمبر (كانون الأول). وقد أحتفل بهذا اليوم أيضًا كجزء من المهرجان الروماني “NATALIS Invicti”. إلا أن باحثين آخرين يظنون أن” NATALIS Invicti” كان مهرجانًا عامًا للشمس، ولم يكن محددًا لأسرار “ميثرا”.
ومع ذلك، فمن الواضح أن 25 ديسمبر كان يومًا مهمًا للرومان، ودار حوله احتفالات الشمس.
الإندماج الوثني المسيحي
عندما اعتنق الملك قسطنطين المسيحية في القرن الرابع، كان يواجه تحديًا كبيرًا أمامه، فيما يتعلق بتحويل إمبراطورية كاملة من الوثنيين إلى المسيحية. وبالتالي فقد تقرر الاحتفال بميلاد يسوع في التاريخ، الذي كان بالفعل مقدسًا وفقًا للتقاليد الوثنية. وذلك كحل وسط مع الوثنية، وفي محاولة لإعطاء العطلة الوثنية أهمية مسيحية، فتقرر ببساطة أن عيد ميلاد إله الشمس سيكون أيضًا عيد ميلاد ابن الله.
الموسوعة الكاثوليكية تقتبس من قول مسيحي قديم: “ياه، كم هو رائع من التصرف الرباني، أنه في ذلك اليوم الذي ولدت فيه الشمس… يجب أن يولد المسيح”.
المصادر : هنا
هنا
هنا
هنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغوي: Mohammed Diab