يعدّ جسم الإنسان أعقد آلةٍ وجهازٍ على سطح الأرض، فيملك هذا الجسم بعظامه وعضلاته وأعضائه الداخلية نظامًا وتخطيطًا دقيقًا. وإذا تأمّلنا التفصيلات الدقيقة لهذا النّظام ولهذا التخطيط واجهتنا حقائق مذهلة يعجز العلم عن تفسيرها. وعلى الرّغم من الاختلاف الذي يبدو لأوّل وهلة بين أجزاء الجسم المختلفة إلّا أنَّ الكائنات الحية من أبسط أنواعها تتكوّن جميعًا من الّلبنة نفسها ألا وهي الخلية. تلك الوحدة المتناهية الصّغر التي تحتوي على مادّة الحياة ومن الخليّة يبدأ سرّ الحياة المحيّر حيث نرى ظاهرة الحياة تدبّ في مجموعة المادّة الميّتة فتنبثق الحياة وتنعقد حتّى تصل إلى تكوين النباتات, الحيوانات وصولا الى الإنسان. والخلية بحدّ ذاتها وتركيبها الخاصّ تستحق التامل و الملاحظة. فمجموعة من الخلايا تقوم بعملٍ واحد ليتشكّل النسيج ومن مجموعة الأنسجة التي تشترك في مهمة واحدة يتشكّل العضو ومن مجموعة الأعضاء يتشكّل الجهاز، ومن مجموعة الأجهزة يتشكّل الكائن الحي.
الخلايا هي الوحدة التركيبية والوظيفية للكائن الحي، تختلف من حيث شكلها وبنيانها تبعًا لأماكن تواجدها في الجسم ووظائفها الحيوية وتشكل بأشكال مختلفة، البعض له شكلٌ ثابت، مثل الخلايا المنوية والخلايا البيضية والخلية العصبية. والبعض الآخر أشكاله مختلفة مثل خلايا الدم. وتختلف الخلايا في الحجم حيث يتراوح حجم الخلايا لدى الإنسان ما بين 200 و1500 ميكرون ( الميكرون = 0.001 من الملليمتر).
وعلم الخلية وثيق الصّلة بعلم الوراثة، فيشار عادةً إلى هذين العلمين باِسم علم الوراثة الخلوية، كما أنَّ له صلة بعلم التصنيف وكذلك علم الأجنّة وعلم وظائف الأعضاء.
مكونات الخلية. ممّا تتكوّن الخلية؟
تعتبر الخلية الوحدة الأساسية لجميع الأجسام النباتية والحيوانية والبشرية، وفي الكائنات الدقيقة تتّحد الخلايا لتكون نوعًا واحدًا من الأنسجة العضلية أو العصبية… وتشبه الخلية الصندوق أو العلبة أو قالب الطوب، وتحتوي داخل غلافها الخارجي على مادة الحياة ” البروتوبلازما – Protoplasma” وتتكوّن من مقطعين: Proto أي أوّلي، وPlasma أي شكل، فبروتوبلازما تعني المادّة الأولية. وتتركب من النّاحية الكيميائية من عددٍ كبير من العناصر المعروفة أهمّها:
1- الأكسجين 2- الكربون 3- الهيدروجين 4- النيتروجين 5- الفسفور 6- البوتاسيوم 7- الصوديوم 8- الكبريت 9- الكلور 10- المغنسيوم 11- الكوبالت 12- اليود وغيرها.
-تتكون الخلية من حجرة يغلّفها غشاء ويملأ هذه الحجرة مادّة سائلة (السيتوبلازم) أو الهيولى وتستقرّ فيها النواة.
تقاس أقطار الخلية بالميكرونات، فالكرية الحمراء مثلًا تبلغ وسطيًا حوالي 7 ميكرونات من ناحية قطرها، والميكرون يمثّل جزء من ألف من المليمتر.
-لكي نتمكّن من الدخول داخل الخلية في رحلتنا الافتراضية لابدّ من اجتياز حاجزٍ أمني من أشدّ الحواجز صرامة. يتمثّل هذا النظام العجيب في غشاء الخلية “Cell membrane” والذي يوجد في كلّ خلايا الجسم، يتراوح سمكه بين 70 – 75 أنغستروم (الآنغستروم يساوي جزء من عشرة ملايين من السنتيمتر). يتكوّن من طبقتين من الدهون مغلّفتين بطبقتين من البروتين، مجهّز بمداخل ومجسّات تتحسّس القادم من الخارج وله خاصيّة النفاذية الاختيارية؛ فيسمح بدخول المواد الضرورية وحسب الحاجة فقط، ويطرح الفضلات من الخليّة فورًا للخارج، كما أنّه يحتوي على نواقل و ممرات تمرّ منها المواد والذرّات من داخل الخلية وخارجها. وأحدث ما توصّل إليه العلم أنّ هذه الاخيرة هي بحالة ديناميكية حيث أنّها تنستر في مناطق لتظهر في مناطق أخرى جديدة وهكذا.
-النواة التي تعتبر العقل المُنظِّم للتفاعلات الحيوية في الخلية، فهي المركز المنظم. يحيط بالنواة غلاف رقيق يتحكّم فيما يمرّ داخل النواة، وبه الكروموزومات أو الصبغيات، وهي جسيمات عضوية دقيقة تحمل الصفات الوراثية، وعددها معروف في كل نوع من أنواع الكائنات الحيَّة. فيوجد لدى الإنسان 46 من الكروموزومات بينما تبلغ لدى الكلب 78. وتحوي المادّة الوراثية الحامض النووي Nucleic (نسبة إلى النواة) وهذا الحامض على نوعين فالأوّل هو حامض دي أكس ريبونيوكليك (Desoxyribonucleic Acid DNA) والثاني حمض الريبونيوكليك(Ribonucleic Acid RNA).
النواة
– الغلاف النووي: يقوم بتنظيم مرور المواد بين السيتوبلازم والنواة.
– السائل النووي: وهو محلول مائي يملأ تجويف النواة.
– النوية: وهي جسيم كروي موجود في السائل النووي، وتلعب دورًا هامًّا في بناء الرايبوسومات.
– الكروماتين: ويتكوّن من البروتين، والحمض النووي DNA.
السيتوبلازم(cytoplasm)
وهو المادّة الحية جميعها في الخلية ما عدا الغشاء البلازمي والنواة. ويتكوّن من مجموعة من العضيّات المعلّقة في سائل أساسي يسمّى السيتوسول، ويتألّف السيتوسول في معظمه من الماء الذي يحتوي على أملاح معدنية ومواد عضوية ذائبة. وتلعب الأغشية الموجودة في السيتوبلازم على تقسيمه إلى وحدات وظيفية تسمّى العضيات الخلوية حيث يختصّ كلّ منها بوظائف معيّنة، ويسمح بحدوث تفاعلاتٍ كيميائية حدوثًا مستقلًا دون أيّ تداخلٍ بينهما. ومن العضيّات ما يلي:
-الشبكة الإندوبلازمية Endoplasmic Reticulum: شبكة مكوّنة من الحويصلات والقنوات والأكياس أو أنابيب ملتوية خلال سيتوبلازم الخلية، تعمل وكأنّها دورة دموية مصغّرة داخل الخلية وتنتشر حبيبات صغيرة على جزءٍ من سطحها والتي تسمّى “الرايبوسومات”. وتصل هذه الشّبكة الغشاء البلازمي بالغشاء المحيط بالنواة.
-الرايبوسومات: وتعدّ بمثابة مصنع الخلية الذي يبني البروتينات.
-جهاز جولجي Golgi apparatus: وتتكّون من تراكيب غشائية ومن حويصلات كروية موجودة قريبًا من النواة، تقوم أجسام غولجي بوظيفة الإفراز (كما في إنتاج الأنزيمات المخاطية الهاضمة في البنكرياس) وتركيب البروتينات التي تصنع في الرايبوسومات لتعدّها بشكلها النهائي.
-الأجسام الحالّة(ليزوزومات): وتمثل هذه الأجسام الجهاز الهضمي للخلية، إذ يوجد إنزيمات داخل الأجسام الحالّة تتميّز بقدرتها على هضم المواد العضوية، وتطرح ما ينتج عن الهضم في السيتوسول، لتستفيد منها الخلية كمصدر للتغذية أو مصدر للطاقة.
-الميتوكندريا ( بيت طاقة الخلية ): وتعدّ كمحطّة الطاقة التي تزوّد الخلية بالطاقة الّلازمة للقيام بأنشطتها المختلفة. وهي المسؤولة عن توفير الطّاقة الّلازمة لعمل الخلية عن طريق تكسير المواد الغذائية بواسطة الأكسجين وينتج عن ذلك طاقة تُختزن فى مركّب ATP
-البلاستيدات: والتي تتواجد في أغلب خلايا الطحالب والنباتات، ويوجد منها ثلاثة أنواع هي: البلاستيدات الملوّنة وغير الملوّنة، والخضراء.
-الفجوات: وتوجد في الخلايا الحيوانية والنباتية مع اختلاف بينهما، إذ توجد بأعداد كبيرة في الخلايا الحيوانية وبحجمٍ صغير، في حين يقتصر عددها في الخلايا النباتية على واحدة أو اثنتين.
-المريكزات: تتميز بوجودها في الخلايا الحيوانية بشكلٍ عام، ولكنّها غير موجودة في الخلايا النباتية.
وظائف مكوّنات الخلية
1- الغشاء السيتوبلاسمي:يعطي الخلية شكلها ويتحكّم بمرور المواد من الخلية وإليها.
2- السيتوبلاسما: تعمل كمادّة أساسية تحدث فيها التفاعلات الكيماوية.
3- الشبكة البلاسمية الداخلية: شبكة ملساء تستقلب المركّبات العضوية وتختزن شوارد الكالسيوم(Ca++) في الخلايا العضلية المخططة،أما الشبكة البلاسمية الخشنة فتساعد في اصطناع البروتينات.
4- جهاز غولجي: يركّب السكاكر ويغلّف الجزيئات تمهيدًا لإفرازها، ويفرز الدسم والبروتينات السكرية.
5- الجسيمات الريبية: وظيفتها اصطناع البروتينات.
6- الجسيمات التأكسدية: تحوي انزيمات وخاصةً الكاتالاز الذي يحفز تفكّك الماء الأوكسجيني وهو منتَج ثانوي سام.
7- الجسيمات الكوندرية: تعد مقرًّا لتحرير الطّاقة الكامنة في الأغذية والّلازمة لحياة الكائن الحي.
8- الجسيمات الحالّة: تعدّ مكانًا لهضم الجزيئات الكبيرة داخل الخلية دون أن يصيب الخلية أيّ أذى بواسطة الأنزيمات المحلّلة.
9- الجسيم المركزي: يساعد في تنظيم ألياف المغزل وتوزيع الصبغيات في أثناء الانقسام الخلوي، ويلعب دورًا في عمليات الانقسام.
10- الفجوات: تختزن وتطرح مواد عديدة ضمن السيتوبلاسما.
11- اللييفات والنبيبات الدقيقة: تدعم السيتوبلاسما وتنقل المواد ضمنها.
12- الأهداب والسياط: تحرّك الجزيئات على امتداد سطح الخلية أو تحرّك الخلية ذاتها.
13- الغشاء النووي: يدعم النواة ويتحكّم بمرور المواد بين النواة والسيتوبلاسما.
14- النوية: تنتج RNA الريبوزومي الخاصّ بالجسيمات الريبية.
15- الكروماتين: يحوي DNA المادّة الوراثية الخلوية ويتحكّم بنشاطات الخلية.
تخصص الخلايا Cell specification
تتحوّل الخلايا العادية حسب المكان والزمان الذي توجد فيه لتؤدّي دورًا معيّنًا، فعلى سطح الجلد تكون مقترنة لحماية الجسم، وفي العضلات تكون على شكل ألياف متراصّة تقوم بعمل التقلّص العضلي، وفي البنكرياس تفرز هرمون الأنسولين او الغلوكاغون … وهكذا.
CELL DIVISION انقسامـ الخلية
دورة الخلية هي الفترة ما بين دورتي انقسام غير مباشر متتاليتين، أي أنّها الفترة مابين جيل خلية والجيل الذي يليه. عندما تصل الخلية إلى حجمٍ معيّن فإمّا أن يقف نموّها أو تنقسم. بعض الخلايا مثل الخلايا العصبية، خلايا العضلات الهيكلية وكريات الدم الحمراء لا تنقسم بعد وصولها إلى الطور الكامل. وتمرّ الخلية في دورة حياتها بمرحلتين هما: الطور البيني وانقسام الخلية (Interphase). يعتبر الطور البيني الفترة الطويلة في دورة حياة الخلية. وتنقسم هذه الفترة إلى ثلاث فترات هي:
[(First gap phase (G1)] – الفترة الفاصلة الأولى
وهي فترة نمو الخلية حيث تزاول فيها الخلية نشاطها في مجال تخصّصها، كتكوين العضيات، وبناء أو تكسير الجزيئات الكبيرة، إصلاح الأنسجة التالفة نتيجة الجروح وتوزيع البروتينات. وتطول أو تقصر هذه الفترة بحسب ظروف الخلية، ولا يظهر في هذه الفترة بناء للحامض النووي (DNA). إلّا أنّه يزداد في نهايتها نشاط الإنزيمات التي يتطلّبها بناء الحامض النووي (DNA). وهذه الإنزيمات مع عوامل أخرى تعمل على تهيئة الخلية للدخول في فترة البناء.
[(Synthesis phase (S phase)] – فترة البناء
ويتمّ فيها مضاعفة حامض الديوكسي رايبوز النووي (DNA)، حيث يتمّ عمل نسخة من كلّ كروموزوم. كما يتمّ في هذه الفترة تكوين البروتينات الداخلة في تكوين الكروموزومات في الخلايا حقيقية النواة. وعملية مضاعفة الكروموزومات هي عملية معقّدة تتمّ بتوجيهٍ من الحامض النووي (DNA) الموجود في الخلية قبل المضاعفة.
[Second gap phase (G2)] – الفترة الفاصلة الثانية
بعد اكتمال فترة البناء تدخل الخلية في الفترة الفاصلة الثانية، ويزداد في هذه الفترة بناء جميع البروتينات وأنواع الحامض النووي الرايبوزي (RNA) وذلك كتمهيد لعملية انقسام الخلية. ويُطلق على هذه الفترة فترة تهيئة الخلية (Cell preparation phase) للانقسام غير المباشر.
الانقسام
تمرّ الخلية أثناء انقسامها بعمليتين متتاليتين هما: انقسام نواة الخلية والانقسام السيتوبلازمي (Cytokinesis). ويتضمن انقسام نواة الخلية نوعين من الانقسامات هما: (Mitosis) الانقسام غير المباشر و (Meiosis) الانقسام المباشر أو الاختزالي.
( Mitosis) أولا: الانقسام غير المباشر
هي العملية التي يتمّ بها انقسام الخلية إلى خليتين شبيهتين بالخلية الأم. تتميّز هذه العملية بعدّة أطوارٍ هي:
( Interphase) . الطور البيني
(Prophase). الطور التمهيدي
(metaphase) . الطور الاستوائي
(Anaphase) الطور الانفصالي
(Telophase) الطور النهائي
أ- في النبات:
(Interphase): الطور البيني
النواة محاطة بغشاء نووي ،بها نوية أو أكثر تملأ النواة مادة الكروماتين عبارة عن خيوط رفيعة جدا ويعرف كل خيط بالكرومونيما.
يأخذ الطور البيني وقتًا أطول بكثير من بقية الأطوار، لأنّ الخلية تمرّ بنشاط بيوكيميائي ملحوظ.
(Prophase): الطور التمهيدي
تظهر الكروموزومات تدريجيًا إلى أن تأخذ شكلها النهائي. يظهر كلّ كروموزوم منشقًّا إلى كروماتيدتين (Two chromatids) تتّصلان بالسنترومير Centromere في منطقة معينة، تأخذ الكروموزومات في القصر وتزداد سُمكا، تتلاشى النوية كما يتلاشى الغشاء النووي، ويتم تكوين المغزل.
الطور الاستوائي(metaphase)
تصطفّ سنتروميرات الكروموزومات في المستوى الاستوائي للخلية Spindle fibers متّصلة بالكروموزومات عند منطقة السنتروميرات، تظهر خيوط المغزل(Cell poles) وتمتد هذه الخيوط بين قطبي الخلية.
(Anaphase): الطور الانفصالي
ينقسم كل سنترومير إلى قسمين، تتحرك كروماتيدا كل كروموزوم في اتجاهين متعاكسين نحو القطب المقابل لكل منهما،
تستمرّ حركة الكروماتيدات حتى تصل إلى قطبي الخلية.
تعتبر كل كروماتيدة الآن كروموزوما قائما بذاته كما يصبح عدد الكروموزومات عند كل قطب مساو لعدد الكروموزومات الأصلي.
الطور النهائي (Telophas):
تأخذ الكروموزومات في الاختفاء لتتحوّل إلى كروماتين. يأخذ الغشاء النووي في الظهور، وتظهر النوية فى مركز المستوى الاستوائي للخلية، ويستمر تكوينها.
ينقسم السيتوبلازم وذلك بتكوين الصفيحة الخلوية في جميع الاتجاهات نحو سطح الخلية حتى تصل الصفيحة إلى جدار الخلية.
تنقسم الخلية إلى خليتين متساويتين تسمّى هذه العملية بالانقسام السيتوبلازمى.
ب- في الحيوان:
يشبه تمامًا الانقسام غير المباشر في النبات إلّا أنّه يختلف في طريقة تكوين المغزل وعملية الانقسام السيتوبلازمي
(Interphase) الطور البيني
توجد النواة بنفس الصورة التي توجد عليها في النبات، يوجود الجسم المركزي ( Centrosome ) خارج النواة ويحيط الغشاء الخلوي بالسيتوبلازم. ولا يوجد بالطبع الجدار الخلوي.
الطور التمهيدي (Prophase)
الجسم المركزي ينقسم إلى قسمين، يتحرّك كلّ نصف في اتجاهين متضادين ليصلا إلى قطبي الخلية المتقابلة، يتكون المغزل بين قطبي الخلية.
تشبه الأطوار التالية مثيلاتها في النبات إلّا أنّه في حالة الطور النهائي، تتمّ عملية الانقسام السيتوبلازمي بطريقة تسمّى التخصر
ينقبض الغشاء الخلوي عند نقطتين متقابلتين وتستمرّ هذه العملية إلى أن يتمّ انقسام الخلية إلى خليتين متشابهتين يشبه كلا منهما الخلية الأم.
( Meiosis) ثانيا: الانقسام الاختزالي
عملية تقوم بها خلايا الأعضاء التناسلية مختزلةً بها عدد الكروموزومات الثنائي (Diploid number) إلى النصف وهو العدد الأحادي (Haploid number)؛ عملية لتكوين الأمشاج (الخلايا التناسلية) في جميع المخلوقات التي تتكاثر جنسيا.
عند الإخصاب ( Fertilization ) يصبح عدد الكروموزومات diploid ثنائي.
تتكون عملية الانقسام الاختزالي من انقسامين متتالين كما في الملخص التالي:
الانقسام الاختزالي الأول
(Prophase I) : الطور التمهيدي الأول
يأخذ وقتا أطول من مثيله في الانقسام غير المباشر، يتم اختزال عدد الكروموزومات في عدّة مراحل إلى النصف. يتميّز هذا الطّور بالمراحل التالية:
– الكروموزومات رفيعة جدا ومن المتعذر رؤيتها.
– تظهر محبّبة، والحبيبات قابلة للصبغة ومنتشرة في جميع أنحاء النواة.
– كلّ زوج من الكروموزومات تأخذ في الاقتراب من بعضهما حتى يصلا جنبًا إلى جنب، تعرف هذه الظاهرة بالاقتران (Synapsis)
– تأخذ الكروموزومات في السمك والقصر تدريجيا.
– يظهر كل كروموزوم منشطرًا إلى كروماتيدين.
– يسمّى كلّ زوج وحدة ثنائية الكروموزوم.
تتمّ عملية العبور الوراثي عبر الكروموزومات وهي عبارة عن نقط تتشابك فيها كروماتيدتين لزوج كروموزومات متماثل إحداها تابعة لأحد الكروموزومين والأخرى للآخر تظهر نقط التقاطع (Crossing over) خلال هذا الطور.
– تعتبر نقط التقاطع المواضع التي تمت عندها عملية العبور الوراثي.
– تنقص عدد نقط التقاطع لكل زوج كروموزومي.
– تأخذ هذه النقط في الانتقال نحو نهاية الكروموزومات ولا تصبح معبرة عن مواضع العبور الوراثي.
تبلغ الكروموزومات حدّا أقصى من القصر والسمك.
(mataphase I) : الطور الاستوائي الأول
– تصطفّ الأزواج الكروموزومية عبر المستوى الاستوائي للخلية.
– لا يحدث انشطار للسنتروميرات.
– تتّصل خيوط المغزل بسنتروميرات الكروموزومات.
(Anaphase I) : الطور الانفصالي الأول
– ينفصل كروموزومي كلّ زوج عن بعضهما البعض ويتحرّك كلّ منهما في اتجاه معاكس لزميله متجها نحو قطب الخلية المقابل له.
(Telophase I) : الطور النهائي الأول
– تأخذ الكروموزومات تدريجيًا فى التحوّل إلى خيوط كروماتينية كما يأخذ الغشاء النووي والنواة في الظهور.
– تتمّ عملية انقسام السيتوبلازم بنفس الطرق السابق ذكرها.
النتيجة للانقسام الاختزالي الأول خليتان بكلّ منهما نصف عدد الكروموزومات الأصلي وكلتاهما غير متشابهتين وراثيا نتيجة لعملية العبور الوراثي (crossing over).
الانقسام الاختزالي الثاني
– تتمّ بطريقة مشابهة تمامًا للانقسام غير المباشر.
– كلّ من الخليتين يؤدّي إلى إنتاج خليتين مشابهتين له.
النتيجة النهائية للانقسام الاختزالي أربع خلايا غير متشابهة وراثيًا بكلّ منها نصف عدد الكروموزومات الأصلي في الخلية الأم
عمر الخلية
يختلف عمر الكرية الحمراء التي تمثّل نوعًا من أنواع الخلايا عن أعمار باقي الخلايا، فهناك الخلايا التي لا تعيش إلّا أيامًا معدودة بسيطة، وهناك الكرية الحمراء التي تعيش وسطيًا حوالي 120 يوما، وهناك الخلايا التي تعيش ما عاش الإنسان، تولد بعددٍ محدود مقدّر، وتبقى كما هي، لا تزول إلّا بحالة واحدة وهي النمو السرطاني الخبيث، كما أنّها لا تنقُص إلّا بالآفات التي تدمّر الخلايا وتتلفها، ولعلّنا نريد أن نعرف ما هي هذه الخلايا؟ إنّها خلايا الجملة العصبية المركزية التي يقدّر عددها بحوالي 86 الى 100 مليار خلية عصبية ، وهي التي تسير نشاط البدن ، و التي يكمن فيها النشاط الفكري، والتخيل الذهني، وشخصية الإنسان إجمالًا،أو كما أراد أن يصفه العالم الأمريكي جودسون هويك عندما ألقى محاضرة في معهد التاريخ بنيويورك ديسمبر ١٩٥٧ فقال:”لو جمعنا كل أجهزة العالم من الرادار والتلغراف والتلفزيون والتلفون ثم بدأنا بتصغير ما اجتمع لدينا حتى توصلنا بهذه الكومة الهائلة من الأشرطة والأجهزة المعقّدة إلى حجم الدماغ فإنّها لا تبلغ في تعقيدها مثل الدماغ!”.
smart cells behavior السلوك الواعي للخلايا خاصّة (Lysosomes )
كل خلية من خلايا الجسم تحتوي بروتينات قاتلة موجودة في خزانات. وهي خزانات غشائية تقوم بعزل الأنزيمات المحطّمة والحالّة عن بقية مكوّنات الخلية، إلّا أنّ هذه البروتينات القاتلة أو ما يمكن تسميتها بآلة الموت تبدأ العمل فقط عندما تصبح الخلية مريضة أو في حالة إبدائها سلوكًا غريبًا يمكن أن يعرّض حياة الإنسان للخطر. هنا، تقرّر تلك الخلايا الانتحار فتنفتح الخزانات وتنطلق الأنزيمات المحطّمة لتحطيم مكوّنات الخلية، حيث تبدأ الخلايا أولّا بالانكماش كي تعزل نفسها عن الوسط الذي تعيش فيه، ثمّ تظهر فقاعاتٌ على سطح الخلية فتبدو وكأنّها تغلي وبعدها تبدأ النواة وسائر أجزاء الخلية بالانقسام إلى أجزاء متعدّدة وتتلف الفضلات الناتجة عن الانتحارفي الحال بواسطة الخلايا السليمة الموجودة في المنطقة.
بعد تجوالنا الافتراضي داخل الخلية نتجه نحو مركزها فتظهر أمامنا غرفة عمليات إدارية معقّدة، أعقد وأدقّ من أي غرفة عمليات موجودة على الأرض- إنّها النواة التي يكمن فيها سرّ حياة الخلية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدقيق لغوي: هاجر.ب
مراجعة علمية: وينتن ياسين