توصل فريق بحث ألماني إلى نتائج أظهرتها إعادة تحليل عظام إنسان “نياندرتال” المنقرض والذي يعود إلى العصر الحجري، إذ كشفت النتائج عن أكله لحوم أبناء جنسه، واستخدام عظامهم كأدوات، كما أكد تحليل الحفريات و الخدوش على العظام إعادة تدويرها.
أجرى فريق البحث بقيادة الأستاذ “هيرفيه بوشارينز” من جامعة توبنغن الألمانية التحليل داخل موقع كهوف”Goyet” في بلجيكا. و أظهرت نتائج تحليل الـ DNA أنّ إنسان “نياندرتال” إمتلك تنوُّعًا جينيًا محدودًا، بينما لم تكن تربطهم علاقات جيّدة و لا تبادل إجتماعي حسن حتّى قاربوا على الإنقراض قبل 30,000 سنة.
ما ميز هذه الدراسة، أنهم وجدوا مجموعةً من العلامات على عظام “النياندرتال”.
يقول هيرفيه بوشرينز بأنّ هنالك عددًا من الخدوش والعلامات على العظام. كما أظهرت بعضها علامات للتقطيع والسلخ واستخراج نخاعها. أما عظام الأقارب المتوفّين لم تُـقطَّع فقط، بل تم تحويلها لأدواتٍ، و اعتمادًا على هذه الدلالات يمكننا أن نفترض بأنّ إنسان “نياندرتال” كان من آكلي لحوم البشر.
تمت دراسة أربعة عظامٍ من كهوف “غويت” (ثلاثةٌ من عظام قصبة الساق وعظمة فخذٍ واحدة) كانت تُـستخدَم في تشكيل الأدوات الحجرية. في حين أنّ بعضًا من بقايا الرنة والخيول المُكتشفة في كهوف “غويت” كانت قد تعرضّت لنفس العملية. و هو ما يجعلنا متأكّدين من أنّ هذه العلامات تدّل على ممارسة “النيندرتال” لأكل لحوم البشر.
صرّح بوشيرينز بأنّ لنتائج إعادة التحليل دلالة واضحة على أنّ إنسان “النياندرتال” من آكلي لحوم البشر، لكنّ لا توجد وسيلة لتحديد ما إذا كان يذبح قرينه كجزء من طقوس كان يمارسها، أو من أجل الغذاء و إنشاء الأدوات. فحقيقة استعمال عظام “النيانديرتال” لهذه الأغراض كانت شيئًا قد شاهده في مواقع قليلة جدًّا ولكنّ ليس كما رأى في كهوف غويت فقد كانت أكثر من غيرها من المواقع.
يقول بوشيرينز أنّ بعض الحفريات التي تم إستخراجها كشفت عن علامات دفن الموتى، بينما كشفت حفرياتٌ أخرى عن مستودعات من الأدوات الحجرية. وهذا الإختلاف الكبير في سلوكيات هذه المجتمعات القديمة والصلة الجينية الوثيقة بين “النياندرتاليين” الأوروبيين الأواخر تثير المزيد من التساؤلات حول التبادل الإجتماعي والمعيشي بين مجموعاتٍ مختلفةٍ من “النياندرتال”.
المصدر : هنا