في دراسة أجريت على ما يقارب 700000 شخص من المتحدثين بالإنجليزية، إكتشف باحثون من كلية بوسطن ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد أن السنوات المُثلى لتعلم لغة ثانية تمتد إلى أعتاب مرحلة البلوغ، وذلك حسبما جاء في تقارير فريق البحث في الطبعة الإلكترونية من مجلة Cognition.
من المعروف منذ وقت طويل أن الأطفال يتعلمون اللغة بسهولة أكثر من البالغين ، ولكن تحديدا متى تتراجع وتضمحل هذه القدرة بالضبط؟ كان هذا أمراً غامضا وأشبه بأحجية.
إستفاد الباحثون من العدد الضخم للمشاركين في هذه الدراسة وأيضا طرق البحث الجديدة التي سمحت لهم بفصل العوامل المترابطة في إكتساب اللغة، وكشفوا بأن الفترة الحساسة لتعلم اللغة والتي يمكن إعتبارها نافذة للتعلم تمتد لما يقارب عقد من الزمن أكثر مما كان يُعتقد سابقا ،أي حتى سن 17.4.
النتائج الجديدة لها آثار على علم الأعصاب واللغويات وعلم نفس النمو والسياسة العامة ، وفقا لمؤلفي التقرير الذي يحمل عنوان “A Critical Period “for Second Language Acquisition: Evidence from 2/3 Million English Speakers
وقاد هذا البحث كل من الأستاذ المساعد في علم النفس بكلية بوسطن “جوشوا هارتشورن” وهو مؤلف مشارك في الدراسة مع البروفسور جوشوا تينينباوم من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وكذا البروفيسور ستيفن بينك من جامعة هارفارد.
“ما وجدناه يُعطينا فهمًا مختلفًا تمامًا حول سبب تعلم الأطفال لغة جديدة بشكل أكثر فعالية وكفاءة من البالغين” (جوشوا هارتشورن)
تعتبر هذه النتائج الأولى من نوعها التي تقدِّر إلى متى يُمكن أن يتعلّم البشر القواعد النحوية وكيف تتغير هذه القدرة مع التقدم في العمر. وجد الباحثون أن القدرة تمتد إلى مرحلة البلوغ المبكرة قبل أن تبدأ في الانخفاض. وتُحدد النتائج بوضوح “الفترة الحرجة لإكتساب اللغة” والتي تستمر لفترة أطول مما كان يُعتقد سابقا.
وضح جوشوا هارتشورن: “شرح ‘ الفترة الحرجة لإكتساب اللغة ‘ أمر بالغ الأهمية ليس فقط لفهم لماذا البشر و ليس الحيوانات أو الآلات، يتعلمون اللغة، ولكن أيضا للمسائل البحثية حول التطور العصبي و اللُدُونَةٌ، والتعليم ثنائي اللغة، وتعليم اللغة الأجنبية ، وعلاج الإضطرابات التي تؤثر على اللغة ، والتحفيز في مرحلة الطفولة المبكرة.”
في حين صرح جوشوا تنينباوم:”لقد كان من الصعب جدًا حتى الآن الحصول على جميع البيانات التي نحتاجها للإجابة على هذا السؤال حول المدة التي تستغرقها الفترة الحرجة”، “هذه واحدة من تلك الفرص النادرة في العلوم حيث يمكننا العمل على سؤال قديم جدًا، يفكر فيه الكثير من الأشخاص الأذكياء ويكتبون عنه ويتخذون وجهة نظر جديدة ويرون شيئًا ربما لم يفعله الآخرون”.
وقال هارتشورن إن عشرات الآلاف من المستجيبين من جميع أنحاء العالم أخذوا الاستطلاع من خلال إختبار قدمه الباحثون عبر الإنترنت من خلال الموقع http://www.gameswithwords.org. وأضاف أن الدراسات السابقة ركزت على حجم اللغة التي يمكن أن يتعلمها طفل في السابعة من عمره، بدلاً من معرفة مدى سرعة تعلم طفل في السابعة من عمره.
تدقيق لغوي: زين العابدين لطرش
المصادر:
Hartshorne, J.K., Cognition (2018), https://doi.org/10.1016/j.cognition.2018.04.007
Boston College. (2018, May 1). Brain’s window for language learning open until adulthood: Study of nearly 700,000 people reveals more about cognitive capabilities for new language learning. ScienceDaily. Retrieved May 11, 2018 from www.sciencedaily.com/releases/2018/05/180501083830.htm